يا بركة رمضان . . هللى

جميع الاحاديث النبوية والاقوال الماثورة الواردة عن شهر رمضان وفى شهر رمضان ’ بل وحتى حكايات العبرة والعظة التى نسمعها كل رمضان من كل عام ؛ افاجئكم .. ؟ كل ماسبق لا يدخل القلب . لان معظمه لايمر على العقل هو فقط يدغدغ مشاعرنا ويدلك احاسيسنا النائمة طوال العام , وشىء من هذا لا يمر على الوجدان , والوجدان حسب ظنى اعمق كثيرا من المشاعر والاحاسيس السطحية التى تنتهى بانتهاء العظة او العبرة او الدرس ايا كان ما فيه , وحسب ظنى ايضا فان ما يصل الى الوجدان هو امر تم نقشه .. بروية و بشوق ورغبة فى مكان ما من الذاكرة - لم اصل اليه بعد - يتيح للعقل والقلب معا تمحيصه والتعامل معه وسواء كان هذا الامر خير او شر , هدى او ضلال , فانه يطل يلازمنى او يلازمك باقى حياتنا , يخايلنى او يخايلك ويتحكم فى سلوكنا قدر اكتمال نقشه فى الوجدان . اذا حدث ؛ فانه لن تؤثر بعده قوافل المسلسلات والبرامج الرمضانيه مهما انشغلنا بها , والمشكلة الاخطر ان هذه الدروس والعبر صارت من العادات الرمضانية فقط .نحن لانريدها بهذه الكثافة طوال العام ولكن نريدها باعتدال مع غيرها طوال العام ودون تمييزها بكونها دينية , لانريد برامج خاصة بالفتاوى لانها صارت تثير الغثيان ., ويرتادها كل من هب ودب
, اذكر ان برامج الفتوى فى الاذاعة المصرية كانت تقدم عددا محدودا من العلماء وتقدم الاسئلة بأسلوب لائق من مذيع الحلقة ؛ لكن الاهم ان الضيف الكريم من العلماء كان يتردد كثيرا فى اعطاءفتوى فى امر مستجد لم يسبقه إليه احد ويعرض الاراء القريبه من الموضع والتى يمكن القياس عليها ؛ وقد لايعطى للمريد مبتغاه من الفتوى خشية الجراة التى حذر منها الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم - وكانت الحلقة خفيفةتسمعها وانت ذاهب الى عملك ومن محل الى متجر ومن شارع إلى حارة , وحتى حقول الارز والذرة .
ماذا أريد … ؟ إذا خايلك هذا السؤال فانت بدات تفكر , وبدات تعتلى مرتبة جديدة فى التصنيف البشرى , وقيل أن محالس الفكر والتدبر سواء فى الدين أو حتى فى الدنيا افضل عند الله من مجالس العبادة وبمنطق " الحسابة بتحسب" فان اجر التفكر سيكون باب الجزاء فيه مفتوحا على مصراعيه وباضعافه حال العبادة حالة كونها مفضولة بالفكر .
تفكروا فى خلق الله ولا تفكروا فى ذات الله …. فتهلكوا . هل لفت نطرك وانت تتلوا الكتاب فى رمضان سعيا لختمه قبل انهاء الشهر ان دعوة الله لنا كى نتفكر او نتعقل او نفتح قلوبنا و نتدبر او .. ؛ اكثر بكثير من دعوته لامور العبادات الشكلية .. ؟ لان العبادات الشكلية والحركية تقودها وتسيرها حسب الاصول امور وافكار استقرت فى الوجدان , وهو ما اتفقنا على انه ما اتفق عليه الشيخان بداخلك العقل والقلب: , واذا قلت ان القلوب ربما تخطىء فسوف نسال الله الا نكون ممن عناهم بقوله
" افلا يتدبرون القرءان ام على قلوب اقفالها .."
وربما نتابع مجلسنا مرة اخرى , يا بركة رمضان …. هللى
تعليقات
إرسال تعليق