صلاة الروح
كان لقاءا عابرا لم أخطط له , لكننى اكتشفت بمرور الوقت , أنها تعلم على وجه اليقين كم أحبها .. و ربما شعورها
بمحبتى بدأ يخفف من وقع تجربة سابقة لها تحاول تفادى ذكراها أو التصالح معها ..
و راحت تحكى تفاصيلها و هى تمضع مذاق
النبيذ فى فمها و تستطرد فى تساؤل فضولى ربما .. أو لاستعادة ثقتها بنفسها أخيرا ..
" لم أنا ؟
أخبرنى
بالسبب الذى جعلك تختارنى أنا دون غيرى ؛ فتحبها ؟ "
و
أنا أبتسم مجيبا ببساطه " لا أعرف , فقط وجدتنى مشغولا بك و بما تقولين ا
أو تكتبين .. أجد فيك حكمة نادره , وعيا
من العلو بمكان لا يصله الكثيرون من حولنا
.. و قلت مخاطرا ؛ لعلها تلك التجربه التى تتصالحين معها الليله ؛ صقلتك و حفرت
علاماتها فى وعيك و فى حكمتك ..
فيما بعد ؛ أحببت عينيك و تفاصيل وجهك و سمت
النبالة فيه ..
فيما بعد ؛ أحببت كل تفاصيلك و استغرقتها
فى و تشربتها فى ذرات الخلايا ... و غرقت فى نبل إمارتك وسميتك " الأميرة "
و تضحك بارتياح و تقول بأنها الليله سعيدة
و يمكنها أن تفعل أى شىء و تقول كل شىء بمنتهى الراحة و الرغبه , و أنا أعلم بأن
كأس نبيذى هو من فك لسانها و هو أيضا من أطلق العنان لرغبتها فى مواصلة الحديث و الإنتشاء ..
لكنه
لم يفك عقدتى أنا , فمعها طالما تمنيت أن نصنع معا بمزاجية المحبين ؛ صلاتنا , لا
أن نؤديها أداءا كتحية صباحيه , ثم يلتفت
كل منا إلى عالمه ..
بتأخر الوقت ؛ وجدت أن قرارا بتوصيلها إلى
مسكنها ؛ حتمى و لا مكسب إذن فى استغلال انسجامها النبيذى , و لا حتى الاقتراب من
الصلاة بها ..
عند بابها ؛ أرسلت لها قبلة أثيريه و أرسلت
أخرى .. و أغلقت بابها فى هدوء و رضى .. و انصرفت سعيدا وأنا أتخيلها تبحث عن
غرفتها أو فراشها أو يتطوع ولدها الصغير بإرشادها إليه .
و
تكررت كثيرا لقاءاتنا دون أن نصلى يوما ببعضنا .. يربطنى بها حبل أثيري ينقل
مشاعرنا و رغباتنا و ربما أحوالنا صحية كانت أو روحيه .. هذا الحبل ؛ يفنى تماما
تلك المسافات البعيده بين مسكنى و مسكنها .. و يصنع رباطا وثيقا بين روحينا .
ثم ...
ما يزال شغفى بها فائرا , وما يزال
القلب ينبض باسمها ملتاعا حزينا , يشيع غفلته و إهماله لحتمية ارتواء روحينا بوصل
و امتزاج ..
و تأبى الروح اعترافا بارتباطات المادة من عمل و عائلة و موقع فى هذا
العالم ..
و تأبى أيضا إلا أن تصلى بمن تحب ..
غير أننى لم أتفهم هذا سوى بعد اكتشافى بأن حبلى
الأثيرى لم يعد يجد طرفه الآخر .. فارغا .
تعليقات
إرسال تعليق