تعميد .. ق قصيره
تعميد
جاءني
رجلان في زى ابيض لم أعهد بهاء وجهيهما , ولا بياض ثيابهما , حتى تلك الابتسامة
التي شفت عن ملائكية - اندهش كثيرا لوجودها في هذا العالم - بينما كانت تشغلني
أفكارى وهمومي , وأمتلئ حنقا وسخطا على كل من حولي ولا أجد سوى خيالا جامحا أحلق
به في العوالم , أدمر شرورها بقدرات أحرص على تفوقها واستهزائها بتقنيات العصر
وتكنولوجيات الدمار .
جلس كلاهما في مواجهتي . . وغمراني بابتسامة ودودة . . وضع أحدهما كفه على صدري فوجدت برد يده في ظهري . . وامتلأ رأسي بأسئلة طيرتها ابتساماتهم الهادئة المليئة بالثقة . . دفعني الآخر برفق وهو يبتسم حتى أسندت ظهري الى الحائط من ورائي , بينما ترد كومض البرق على ذهني تساؤلات لا تخرج , ورهبة لم أعهدها لأحد قدر هذين .
وأطاوع في استسلام يؤكد عدم التفكير في مجرد المقاومة . . لكن دقات عنيفة بصدري بدأت تعلو شيئا فشيئا . . فكرت فى لفت انتباه أيا كان من حولي لمجرد الرفقة مع غريبين اشعر برهبة أكيدة تجاههما رغم ارتياحي العميق لابتساماتهما الودودة . . ولم افعل . . ؟
جلس كلاهما في مواجهتي . . وغمراني بابتسامة ودودة . . وضع أحدهما كفه على صدري فوجدت برد يده في ظهري . . وامتلأ رأسي بأسئلة طيرتها ابتساماتهم الهادئة المليئة بالثقة . . دفعني الآخر برفق وهو يبتسم حتى أسندت ظهري الى الحائط من ورائي , بينما ترد كومض البرق على ذهني تساؤلات لا تخرج , ورهبة لم أعهدها لأحد قدر هذين .
وأطاوع في استسلام يؤكد عدم التفكير في مجرد المقاومة . . لكن دقات عنيفة بصدري بدأت تعلو شيئا فشيئا . . فكرت فى لفت انتباه أيا كان من حولي لمجرد الرفقة مع غريبين اشعر برهبة أكيدة تجاههما رغم ارتياحي العميق لابتساماتهما الودودة . . ولم افعل . . ؟
عاد
أحدهم بسبابته الى صدري , ومن فتحة القميص لامس إصبعه جلدي , وتحولت رهبتي الى رعب
حقيقي يتجسد في رؤيتي لفتحة بصدري كانت كافية لتمتد يد الرجل الى داخلها واخراج -
يالدهشة – قلبي , كان صغيرا لم يملأ نصف كفه , ملوثا بدم أسود داكن . . مسحه برفق
بكفه الأخرى بينما ينتفض كعصفور . . نظفه قد ر ما سمح الظرف . . لم يستخدم ماءا أو
حتى قطعة قماش , وكانت دهشتي عظيمة وذهولي مروع ودقات قلبي مرجفة . . . وتلهث
عيناي بين كفيه وفتحة صدري الفارغة . . أحاول حثه على سرعة إعادته الى مكانه . .
وهو يطمئنني بابتسامه واثقة وهزة من رأسه , ويعيد مسحه برفق بينما أتساءل عن كيفية
توصيل الأوردة بالأوردة والشرايين بالشرايين وإمكانية عودته ثانية للعمل . وعن سبب
عدم شعوري بأى الم . . ! ! فقط هذه الرهبة العارمة , وهذا الاستسلام الكامل دون تفسير . .
أخيرا
يعيده الرجل بنفس الهدوء والثقة الى صدري ويمسح عن موضع الفتحة منه . . ثم ينصرف
مع صاحبه بهدوء كنسمة تتهادى . . بينما قلبي يدق دقات عالية تصنع بى رجفات قوية
خلتها تهز العالم هزا . ورحت أتحسس موضع القلب من صدري لأجده ينتفض قويا كمرجل . .
فتحت قميصي ولم أجد – بالدهشة والغرابة – أي أثر لجرح قديم أو حديث . . فقط تعلقت
عيناي بآخر ما ذ كرته من انصراف الرجلين . . فى ثياب بيضاء ناصعة ونظيفة.
عزيز المصرى
تعليقات
إرسال تعليق