الطابق الاخير .

- الطابق الاخير كاد حرصى بألا يرانى يهلكنى , وكادت قدمى تنزلق أكثر من مرة حتى اننى كنت مضطرا لخلع حذائى , فالإفريز كان بالكاد يسع القدم , أما حرصه هو فكان بأ ن يصل الى نقطة اللاعودة عند زاوية المبنى الخارجية , تلك التى تقع فوق ناصية الشارعين الكبيرين وهناك خارج الطابق الثلاثين من المبنى الفخم الذى يضم مصالح الدولة ومؤسساتها الوطنية ؛ لذلك أيضا كانت نقمتى عليه . حين انتبه إلى : غاص قلبى عند قدمى , وكنت إتعجب ؛ كيف وصل حريصا على الموت الى موقع بهذه الخطورة ؟ سألته وأنا أرسم ابتسامة مطمئنة ؛ ماذا لو فعلناها سويا ؟ ارتسمت الدهشة على وجهه المتعب وقال باستنكار ؛ " ماذا ؟ ماذا تقول ؟ قلت : نفعلها سويا , أنا جاهز , لطالما فكرت فى الأمر , ولم يدخل معى حيز التنفيذ إلا حين رأيتك تنوى فعلها . سألنى وقد فاض كيله : ولم تريد ذلك ؟ لدى ما يدفعنى للأمر , فلم تريد انت ؟ أنا أيضا لدى أسبابى وهى كثيرة , أقلها أن اترك دائنى فى ورطة انا حاليا غارق فيها الى هنا , واشرت إلى أعلى أنف...